المفردات:
علم الكتاب: أي: علم القرآن وما هو عليه من البيان المعجز ،والحكمة التي لا تضارع ،أو علم التوراة والإنجيل ،وما فيها من البشارات برسول الله والإسلام .
التفسير:
{ويقول الذين كفروا لست مرسلا ...} .
يقول من أنكر نبوتك وكفر برسالتك: لست رسولا من عند الله ،وإنما أنت متقول على الله تعالى .
يقولون ذلك بعد أن أيده الله بالمعجزات ،وبعد أن تحداهم أن يأتوا بمثل القرآن ،أو بعشر سور من مثله ،أو بسورة من مثل القرآن فعجزوا ،ولزمهم العجز وثبت قصورهم وضعف حجتهم ،وبدل أن يؤمنوا ويشهدوا له بالرسالة ،كابروا وعاندوا ،وقالوا: لست مرسلا من عند الله ،ولكنك تدعي الرسالة .
{قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم} .أي: قل: حسبي الله شاهدا لي بتأييد رسالتي وصدق مقالتي ،وشاهدا عليكم أيها المكذبون فيما تفترونه من البهتان .
{ومن عنده علم الكتاب} .ممن أسلم من أهل الكتابين: التوراة والإنجيل ؛فإنهم كانوا يجدون البشارات بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم في كتبهم ،وحاصل الجواب بذلك: لستم بأهل للحكم في شأني ،فاسألوا أهل الكتاب ؛فإنهم يجاورونكم .
أخرج ابن جرير وابن المنذر: عن قتادة قال: كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه ،منهم:عبد الله بن سلام ،والجارود ،وتميم الداري ،وسلمان الفارسي ،رضي الله عنهم .