قوله:{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ} يقول الكافرون هلا انزل الله على محمد{آية} يعني حجة أو برهانا له على صدق نبوته ؟!كما لو أنزل عليه من السماء كنز ،أو جاء معه ملك يؤيده ويعززه فيما يقوله ،أو غير ذلك من البينات التي يتحذلق بها المشركون في سفاهة وعمه والتي يريدون لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنزل عليه من ربه كيما يصدقوا .وفي الحقيقة فإن مطلبهم سقيم مثير للسخرية .أفلا من الحجة والبرهان نزول هذا القرآن ؟!هذا الكتاب الحكيم الذي بهرهم واستنفرهم وخلب ألبابهم خلبا لفرط روعته وعجيب أسلوبه الذي أذعنوا له واجمين خانعين حيارى!ألا يكفيهم هذا برهانا ومعجزة تدل يقينا على صدق نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!أم إنه الجحود والاستكبار والاغترار وجنوح النفس اللئيمة للعتو واللجاجة!!
قوله:{إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}{أنت} مبتدأ .وخبره{منذر} .و{هاد} مبتدأ أيضا ،وخبره{ولكل قوم}{[2319]} و{منذر} ،من الإنذار وهو الإبلاغ .والله يرد مقالة المشركين المعاندين مبينا لرسول محمد صلى الله عليه وسلم بما يسري عنه ويثبت فؤاده: إنما أنت يا محمد مبلغ رسالة الله لقومك فلا تبتئس ولا تعبأ بما يقولون .{ولكل قوم} من الناس{هاد} أي نبي يهديهم ويعرفهم بمنهج الحق ويدعوهم إلى دين الله المستقيم{[2320]} .