قوله:{وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ( 68 ) ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ( 69 )} ( وأوحى ) ،من الوحي: وهو الإلهام ؛فقد ألهم الله النحل وعلمه بوجه لا يعلمه إلا هو سبحانه .وبذلك يصدر منها أفعال مثيرة ،وفي غاية الجمال والعجب ؛كأن يكون منها رئيس يأتمرون جميعا بأوامره ،وهم جميعا في خدمته .وكذلك بناؤها البيوت المشكلة بأشكال مختلفة ،كالمسدسات والمخمسات والمربعات والمثلثات ،وغير ذلك من الأشكال مما لا يمكن للعقلاء أن يفعلوا مثله إلا بآلات هندسية .
قوله: ( أن اتخذي من الجبال بيوتا ) ،( أنِ ) ،تفسيرية .وقيل: مصدرية ،أي: باتخاذ{[2563]} .والمعنى: أن الله ألهم النحل بأن تتخذ من الجبال أوكارا تأوي إليها ،( ومن الشجر ومما يعرشون ) ،أي: مما يعرشه الناس: وهو ما يرفعونه من الكروم أو السقوف .