{يَعْرِشُونَ}: يرفعون من الكروم والسقوف .
{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} .ويريد الله لنا أن نتطلع إلى النحل ،هذا المخلوق الصغير العجيب الذي يبني بيوته في الجبال وفي الشجر وفي الكروم التي يرفعونها ،على مستوى عالٍ من الصنعة الهندسية ،كما يتبع نظاماً متقدماً في توزيع المسؤوليات ،وتجميع العسل ،وفحص نوعية الغذاء الذي يتشكل منه قبل فرزه ،في نظام دقيقٍ متقنٍ لكل خطوات حياة هذه المخلوقات التي لا تملك عقلاً ،والتي تشكل الفطرة أساساً لحركة حياتها ،ضمن السنّة الكونية التي ألهم الله فيها كل نفسٍ هداها ،لتحقق الغاية من وجودها ،لنفسها وللمخلوقات من حولها .وهكذا كان وحي الله للنحل أن تتخذ لنفسها بيوتاً ،ثم أن تبدأ في الإعداد للقيام بدورها الطبيعي الذي أعدها الله له ،من أجل استمرار حياتها ،في ما فيه النفع للناس .