قوله: ( يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ) ،اختلف المفسرون في المراد بنعمة الله .فقد قيل: جميع ما ذكر الله في الآيات المتقدمة من أنواع النعم ؛فهم يعرفونها ويقرون بجزيل منافعها ،وهم مع ذلك ينكرونها ؛إذ يقولون: إنهم ورثوا ذلك عن آبائهم .وقيل: يعرفون نعمة الله بتمتعهم فيها ،وينكرونها بترك الشكر عليها .وقيل: يعرفونها بأقوالهم وينكرونها بأفعالهم .وقيل: يعرفونها بقلوبهم ويجحدونها بألسنتهم .
قوله: ( وأكثرهم الكافرون ) ،عبّر بالأكثر عن الكل ؛فكلهم جاحدون لنعم الله ،أو كافرون به .وقيل: أراد بالأكثر العقلاء ،وهم المكلفون دون الأطفال والمجانين{[2585]} .