قوله: ( قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق ) ( أنتم ) ،مرفوع بفعل مقدر يفسره ( تملكون ) والتقدير: لو تملكون .و ( خشية ) ،منصوب على أنه مفعول له{[2756]} والمراد بخزائن رحمة ربي ،الأموال والأرزاق وسائر نعم الله ؛أي قل لهؤلاء المشركين الجاحدين لو أنكم أيها الناس تملكون خزائن النعم والأرزاق ( إذا لأمسكتم خشية الإنفاق ) أي لبخلتم بهذه الأموال فلم تعطوا منها أحدا شيئا خشية الفقر والفاقة ،أو لبخلتم خشية أن يفني الإنفاق أموالكم ؛وذلك لفرط ما يركب طبع البشر من ذميمة الشح والإمساك ،والضن بالبذل والسخاء .لذلك قال: ( وكان الإنسان قتورا ) أي بخيلا .يقال قتر يقتر قترا وأقتر إقتارا وقتر ،بالتشديد ،تقتيرا .والمراد أن الإنسان بني على التقتير وهو الشح والإمساك خشية على المال أن يفنى{[2757]} .