قوله: ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ) ( إذ ) ،تتعلق بفعل مقدر وتقديره: واذكروا إذا اعتزلتموهم .وذلك خطاب من بعض الفتية لبعض حين عزموا على الفرار بدينهم ،وما ،فيها ثلاثة أوجه: الوجه الأول: أنها مصدرية .فيكون التقدير: وإذا اعتزلتموهم واعتزلتم عبادتهم إلا عبادة الله .وكان الاستثناء من الجنس .
الوجه الثاني: أن تكون اسما موصولا ،فيكون التقدير: وإذا اعتزلتموهم واعتزلتم الذي يعبدونه .وهو استثناء من غير الجنس .
الوجه الثالث: أن تكون نافية .فيكون التقدير: وإذا اعتزلتموهم غير عابدين إلا الله ،فتكون الواو واو الحال{[2780]} ؛أي أن هذا كلام معترض فيه إخبار من الله تعالى عن الفتية أنهم لم يعبدوا غير الله ( فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ) أي إذا فارقتم قومكم المشركين وجانبتم عبادتهم وشركهم فاذهبوا إلى الكهف واجعلوه مثوى لكم ( ينشر لكم ربكم من رحمته ) يبسط الله عليكم من واسع رحمته ما يصونكم ويحفظكم ويدرأ عنكم شر قومكم الظالمين ( ويهيء لكم من أمركم مرفقا ) أي ييسر الله لكم مما أنتم فيه من الكرب والضيق وخوف الفتنة ( مرفقا ) المرفق ،كل ما يرتفق به وينتفع ويستعان{[2781]} .