قوله: ( وعرضوا على ربك صفا ) يعرض العباد على ربهم يوم القيامة ( صفا ) أي صفوفا ليكونوا صفا بعد صف كالصفوف في الصلاة .وقيل غير ذلك في صفة الصف .وكيفما تكن هيئة الاصطفاف في الآخرة فإن موضع الإثارة في ذلك الحين ما يدْهم الخلائق من شدة الوجل ،وبالغ الذعر والإياس وهم يصطفون مذعورين ذاهلين .ثم يقال لهم حينئذ: ( لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة ) أي جئتمونا كما خلقناكم حفاة عراة غرلا ،لا مال معكم ولا أنصار لكم .وفي صحيح مسلم عن عائشة ( رضي الله عنها ) قالت: سمعت رسول الله ( ص ) يقول:"يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا "قلت: يا رسول الله ،الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض ؟قال:"يا عائشة ،الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض "وغرلا ،أي مختونين .
قوله: ( بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا ) يقال ذلك على سبيل التوبيخ والتقريع والتعنيف لمنكري البعث الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة فتاهوا في الغي والباطل .أولئك ما كان ظنهم أن الساعة قائمة وأن الحساب ملاقيهم .