/م47
المفردات:
وعرضوا: أحضوا لفصل القضاء .
صفا: صفا بعد صف كالصفوف في الصلاة .
موعدا: وقتا ننجز فيه ما وعدنا من البعث والحساب والجزاء .
التفسير:
48-{وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألّن نجعل لكم موعدا} .
أي: عرضت جميع الخلائق على الله تعالى مصطفين صفوفا صفوفا كالصفوف في الصلاة ،كل أمة وزمرة صفا ،لا يحجب أحد أحدا .
وفي الحديث الصحيح: ( يجمع الله تعالى الأولين والآخرين في صعيد واحد صفوفا ،يسمعهم الداعي وينفذهم البصر )38 .
{لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة} .
أي: يقال للكفار على وجه التقريع والتوبيخ: لقد جئتمونا حفاة عراة ،لا شيء معكم من المال والولد ؛كهيئتكم حين خلقناكم أول مرة .
ونحو الآية قوله تعالى:{ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم ...} ( الأنعام: 94 ) .
{بل زعمتم ألّن نجعل لكم موعدا ...} أي: زعمتم أن لا بعث ولا حشر ،ولا حساب ولا عقاب .
وإننا لنكاد نلمح الخزي على الوجوه ،والذل في الملامح ؛وصوت الجلالة الرهيب يجبه هؤلاء المجرمين بالتأنيب39 .
فما كان ظنكم أن هذا واقع بكم ولا أن هذا كائن .
قال تعالى:{وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون} .( النحل: 38 ) .