/م47
الآية التي بعدها تتحدَّث عن كيفية بعث الناس فتقول: ( وعرضوا على ربّك صفاً ) .إِنَّ استخدام هذا التعبير قد يكون إِشارة إلى حشر كل مجموعة مِن الناس تتشابه في أعمالها في صف واحد ؛أو أنَّ الجميع سيكونون في صف واحد دون أية امتيازات أو تفاوت ،وسوف يقال لهم: ( لقد جئتمونا كما خلقناكم أوَّل مرَّة ) .
فليسَ ثمّة كلام عن الأموال والثروات ،ولا الذهب والزينة ،ولا الامتيازات والمناصب المادية ،ولا الملابس المختلفة ،وليسَ هُناكَ ناصر أو معين ،ستعودون كمثل الحالة التي خلقناكم فيها أوَّل مرَّة ،بالرغم مِن أنّكم كُنتم تتوهمون عدم إمكان ذلك: ( بل زعمتم ألن نجعل لكم موعداً ) .
وذلك في وقت سيطرت فيه حالة الغرور عليكم بما أوتيتم مِن إِمكانات مادية غفلتم معها عن الآخرة ،وأصبحتم تفكرون في حياتكم الدنيا وخلودها ،وغفلتم عن نداء الفطرة فيكم .
/خ49