/م47
ثمّ تشير الآيات إلى مراحل أُخرى مِن يوم البعث والمعاد فتقول: ( ووضع الكتاب ) .هذا الكتاب الذي يحتوي على أحوال الناس بكل تفصيلاتها: ( فترى المجرمين مُشفقين ممّا فيه ) .وذلك عندما يطّلعون على محتواه فتتجلى آثار الخوف والوحشة على وجوههم .
في هذه الأثناء يصرخون ويقولون: ( ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتابلا يُغادر صغيرة ولا كبيرة إِلاَّ أحصاها ) .
الجميع مدعوون للحساب عن كل شيء مهما دنا وَصَغُر ،إِنَّهُ موقف موحش ..لقد نسينا بعض أعمالنا وكأن لم نفعلها ،حتى كُنّا نظن بأنّنا لم نقم بعمل مُخالف ،لكن نرى اليوم أنَّ مسؤوليتنا أصبحت ثقيلة جدّاً ومصيرنا مظلم .
بالإِضافة إلى الكتاب المكتوب ثمة دليل آخر: ( ووجدوا ما عملوا حاضراً ) .وجدوا الحسنات والسيئات ؛الظلم والعدل ،السلبيات والخيانات ،كل هذه وغيرها وجدوها مُتجسِّدة أمامهم .
في الواقع إِنّهم يُلاقون مصير أعمالهم: ( ولا يظلم ربّك أحداً ) .الذي سيشملهم هُناك ،هولا مُحالةما قاموا به في هذه الحياة الدنيا ،لذلكفلا يلومون أحداً سوى أنفسهم .
/خ49