قوله تعالى:{ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} [ الكهف: 49] .
إن قلتَ: كيف قال ذلك ،مع أن الصغائر تُكفّر باجتناب الكبائر ،لقوله تعالى:{إن تجتنبوا كبائر ما تُنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم} ؟ ![ النساء: 31] .
قلتُ: الآية الأولى في حقّ الكافرين ،بدليل قوله{فترى المجرمين} [ الكهف: 49] والثانية في حقّ المؤمنين ،لأن اجتناب الكبائر لا يتحقّق مع الكفر .
أو يقال: الأولى في حقّ المؤمنين أيضا ،لكن يجوز أن يُكتب الصغائر ،ليشاهدها العبد يوم القيامة ،ثم يكفّر عنه ،فيعلم قدر نعمة العفو عليه .