{الْكِتَابُ}: صحيفة الأعمال .
{مُشْفِقِينَ}: خائفين .
{يا وَيْلَتَنَا}: الويل: الهلاك .
كتاب الأعمال
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ} كتاب الأعمال ،أمام كل واحد منهم ،فقد دنت ساعة الحساب وإعلان النتائج ،وأراد الله لهم أن يحاسبوا أنفسهم ويحاكموها ،من خلال قراءتهم الدقيقة لما في هذا الكتاب من دقائق الأعمال التي عملوها في الدنيا .وعرفوا طبيعة الموقف ،واستذكروا كل ما قاموا به .{فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ} خائفين من نتائجه على أنفسهم ،لأنهم يعلمون أن العذاب ينتظر المجرمين عقاباً على جرائمهم .{وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنَا} في ما يشبه الصراخ اليائس من النجاة ،والدهشة المذهولة من دقة التفاصيل الخفيّة{مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً} فلم يغفل حتى الأشياء الصغيرة التي قد لا يحس بها الإنسان بشكلٍ واعٍ ،بل يقوم بها بطريقة اللاشعور التي تدفعه إلى القيام ببعض الأعمال ،بما يشبه العادة القاهرة ،{وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا} أمامهم لم يغب عنهم منه شيء ،وسيواجهون الحساب من خلاله ،ولن يحاسبوا على أي شيء لم يفعلوه .{وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} لأنه العادل القويّ الذي لا يحتاج إلى ظلم أحد ،باعتبار الضعيف هو الذي يظلم الآخرين ،لأنه يخاف منهم على نفسه ،فظلمه مظهر ضعفٍ لا مظهر قوةٍ .