قوله: ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ) ( الكتاب ) ،هو كتاب أعمال العباد جميعا سواء فيها الكبير والصغير أو الجليل والحقير وحينئذ ينظر المجرمون المستيئسون إلى كتاب أعمالهم وجلين مذعورين بسبب تفريطهم ومما حواه كتابهم من المعاصي والمنكرات .
قوله: ( ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ) هؤلاء المجرمون الخاطئون ينادون يوم القيامة بالويل والندامة بسبب تفريطهم وخسرانهم ،فيقولون: يا ويلنا ويا حسرتنا ( مال هذا الكتاب ) أي ما شأن هذا الكتاب لا يترك ولا يبقي ذنبا صغيرا ولا كبيرا من ذنوبنا إلا حفظه .وصغائر الذنوب محقراتها وهي اللمم كالمسيس ( المسّ ) والقُبل .أما الكبيرة فهي الزنا .على أن المؤمن المتعظ يحرص أن لا تطوقه الصغائر ومحقرات الذنوب ؛فإنها تجتمع على المرء فتهلكه .
قوله: ( ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحد ) كل ما عمله العباد في دنياهم يجدونه يوم القيامة في كتاب أعمالهم محفوظا ؛فالله جل وعلا أعدل العادلين ؛فهو لا يجوز في حكمه ،ولا يجازي أحدا إلا بما يستحق{[2829]} .