قوله: ( فاختلف الأحزاب من بينهم ) ( الأحزاب ) ،الفرق والطوائف من أهل الكتاب ؛فقد اختلفوا ما بينهم .قالت فرقة من النصارى وهم النسطورية: إنه ابن الله .وقالت فرقة أخرى وهم الملكانية: إنه ثالث ثلاثة .وقالت فرقة ثالثة وهم اليعقوبية: إنه هو الله .أما اليهود فقد قدحوا فيه قدحا ؛إذ افتروا عليه وعلى أمه بالباطل .وبذلك أفرطت النصارى إفراطا ،وفرطت اليهود تفريطا .
قوله: ( فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ) ذلك تهديد رعيب وتوعّد مخوف من الله لهؤلاء الغلاة والمفرطين والجاحدين ،فلهم الويل من شهودهم يوم القيامة ،أو من حضورهم هذا المشهد المزلزل الذي يشيب منه الولدان وتخور فيه القوى والأجساد لهول ما فيه من شديد القواصم والأرزاء .