قوله تعالى: ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) ( اتقوا ) فعل أمر ،فاعله واو الجماعة .( يوما ) مفعول به منصوب .وقد تضافرت أقوال عديدة على أن هذه الآية آخر ما نزل في الكتاب الحكيم .وقد ورد عن النبي ( ص ) أنه قال في هذه الآية:"اجعلوها بين آية الربا وآية الدين ".وورد في حديث آخر عنه عليه السلام أنه قال فيها:"جاءني جبريل فقال اجعلها على رأس مائتين وثمانين آية ".
يحذر الله الناس ويخوفهم تخويفا من هذا اليوم العصيب المشهود وهو يوم القيامة ،هذا اليوم الحافل الذي تتزلزل فيه الأبدان ،وتقشعر لهوله الجلود ،وتبلغ فيه القلوب الحناجر ،يوم تُعرض فيه أعمال الخلائق على بارئها لتجزى كل نفس ما عملت غير أن يحيق بها ظلم .فالله جل وعلا أعدل العادلين ولا يظلم الناس مثقال ذرة ؛لذلك قال: ( ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لا يظلمون ) ( كل ) نائب فاعل مرفوع .( نفس ) مضاف إليه ،( ما ) في محل نصب مفعول به ثان{[365]} .