قوله: ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى مسيرة ) ( كان ) تامة بمعنى حدث .( ذو ) فاعل مرفوع بالواو ،( عسرة ) مضاف إليه .نظرة خبر لمبتدأ محذوف وتقديره: شأنه أو حاله ،فنظرة ،وهي الإنظار والعسرة بمعنى الضيق ،والميسرة يراد بها اليسر والسعة{[364]} .
بعد أن وقع التنديد بالربا وأكَلته ،وبعد النهي المشدد عن الزيادة على رأس المال ،فإن الله يندب عباده المؤمنين أن يتراحموا فيما بينهم ليصير الدائن على مدينه إن كان معسرا كليلا فلا يرهقه من أمره عسرا .وذلك على النقيض من حال العرب وفي القرض قبل الإسلام ؛إذ كان الدائن يقول لمدينه: إذا حل وقت الأداء ،إما أن تقضي ،وأما أن تُربي .
والقرآن يدعو للتراحم والتعاون والفضل أكثر من مجرد الانتظار إلى حال اليسر ،فإنه يندب للعفو والتسامح وإسقاط الدين بالكلية .وذلك في قوله سبحانه: ( وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ) .
وفي هذا الصدد من العفو وإسقاط الحق عن طيب خاطر يقول الرسول ( ص ):"من سره أن يُظلله الله يوم لا ظل إلا ظله فلييسر على معسر أو ليضع عنه "وفي حديث آخرك"من أنظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة ".
وفي حديث آخر عن ابن عمر قال: قال رسول الله ( ص ):"من أراد أن تستجاب دعوته وإن تكشف كربته فليفرج عن معسر ".
وفي حديث آخر عن رسول الله ( ص ) قال:"من أنظر معسرا أو وضع عنه قواه الله من فيح جهنم ،ألا إن عمل الجنة حزن بربوة ثلاثا ،ألا إن عمل النار سهل بسهوة "و الحزن ما غلظ من الأرض .والسهوة الغفلة .