/م278
( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ){[483]} .
استكمالاً لبيان حقّ الدائن في الحصول على رأسماله «بدون ربح » تبيّن الآية هنا حقّاً من حقوق المدين إذا كان عاجزاً عن الدفع ،ففضلاً عن عدم جواز الضغط عليه وفرض فائدة جديدة عليه كما كانت الحال في الجاهلية ،فهو حقيق بأن يمهل مزيداً من الوقت لتسديد أصل الدَين عند القدرة والإستطاعة .
إنّ القوانين الإسلامية التي جاءت لتوضيح مفهوم هذه الآية تمنع الدائن من الاستيلاء على دار المدين وأمتعته الضرورية اللازمة لقاء دَينه ،إنّما للدائن أن يأخذ الزائد على ذلك .وهذا قانون صريح وإنساني يحمي حقوق الطبقات الفقيرة في المجتمع .
( وأن تصدّقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ) وهذه في الواقع خطوة أبعد من المسائل الحقوقية .أي أنّها مسألة أخلاقية وإنسانية تكمل البحث الحقوقي المتقدّم .تقول الآية للدائنين أن الأفضل من كلّ ما سبق بشأن المدين العاجز عن الدفع هو ان يخطو الدائن خطوة إنسانية كبيرة فيتنازل للمدين عمّا بقي له بذمتّه ،فهذا خير عمل إنساني يقوم به ،وكلّ من يدرك منافع هذا الأمر يؤمن بهذه الحقيقة .