/م278
من المألوف في القرآن أنّه بعد بيان تفاصيل الأحكام وجزئيّات الشريعة الإسلامية يطرح تذكيراً عامّاً شاملاً يؤكّد به ما سبق قوله ،لكي تنفذ الأحكام السابقة نفوذاً جيّداً في العقل والنفس .
لذلك فإنّه في هذه الآية يذكّر الناس بيوم القيامة ويوم الحساب والجزاء ،ويحذّرهم من اليوم الذي ينتظرهم حيث يوضع أمام كلّ امرىء جميع أعماله دون زيادة ولا نقصان ،وكلّ ما حفظ في ملفّ عالم الوجود يسلّم إليه دفعة واحدة ،عندئذ تهوله النتائج التي تنتظره .ولكن ذلك حصيلة ما زرعه بنفسه وما ظلمه فيه أحد ،إنّما هو نفسه ظلم نفسه ( وهم لا يظلمون ) .
جدير بالذكر أنّ هذه الآية من الأدلّة الأخرى على تجسّد أعمال الإنسان في العالم الآخر .
ومما يلفت النظر أنّ تفسير «الدرّ المنثور » ينقل بطرق عديدة أنّ هذه الآية هي آخر آية نزلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،ولا يُستبعد هذا إذا أخذنا مضمونها بنظر الاعتبار .
وهذا لا يتناقض مع كون سورة البقرة ليست آخر سورة نزلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،لأنّ بعض الآيات كما نعلم كانت توضع في سورة سابقة عليها أو لاحقة لها ،وذلك بأمر النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نفسه .
/خ281