ثم قال تعالى يعظ عباده ويذكرهم زوال الدنيا وفناء ما فيها من الأموال وغيرها ،وإتيان الآخرة والرجوع إليه تعالى ،ومحاسبته تعالى خلقه على ما عملوا ،ومجازاته إياهم بما كسبوا من خير وشر ،ويحذرهم عقوبته ،فقال:{ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفّى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 281} .
{ واتقوا يوما} أي اخشوا عذاب يوم{ ترجعون فيه إلى الله ثم توفّى كل نفس ما كسبت} ما عملت من خير أو شر .
قال المهايميّ:فإن استوفى الدائن حقه بالتضييق على المديون استوفى الله منه حقوقه بالتضييق .وإن سامحه فالله أولى بالمسامحة .والمديون ،إن لم يوف حق الدائن مع قدرته على / الأداء استوفى الله منه حقه .وأما من لا يقدر ،فيرجى أن يعفو الله عنه ،ويرضي خصمه بعوض من عنده{ وهم لا يظلمون} لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم .