{وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} .وتأتي الدعوة إلى التقوى في هذا الفصل الذي تتنوع أغراضه ،في نطاق ما يحبه الله وما لا يحبه ،لتبعث في روح الإنسان التفكير العميق في ذلك اليوم العظيم الذي يمثل العودة إلى الله من هذه الدنيا الفانية التي يترك فيها الإنسان كل شيء وراءه مما يتنافس عليه الناس ويتقاتلون حوله ،ولا يبقى مع الإنسان إلا العمل ،في ما أعطاه وفي ما منعه من مال الله ومن مال الناس ،وفي ما أطاع الله فيه وفي ما عصاه .ويقف الإنسان في الانتظار ،كلّ ينتظر دوره ،ويحاول أن يعرف رصيده ،وتعرض الأعمال ،فلكل نفسٍ ما كسبت ،تستوفيه وتأخذه لا ينقص منه شيء مهما قلّ ،لأن اليوم هو يوم العدل ويوم الجزاء العادل الذي يحمل الشعار الخالد العظيم «لا ظلم اليوم » .وبعد ذلك ماذا ينتظر الإنسان في هذه الدنيا ليسير على خط التقوى في حياته ،ما دام يؤمن بالله وباليوم الآخر ،ويعرف أنّ عليه أن يوجه نفسه إلى ما يسعدها ويرفع درجاتها في الآخرة ويحقق لها طموحها في السعادة ،كما يفكر في تحقيق ذلك في الدنيا .