/م275
{ وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} أي وإن وجد غريم معسر من غرمائكم فأنظروه وأمهلوه إلى وقت يسار يتمكن فيه من الأداء .
وقرأ حمزة ونافع ميسرة بضم السين وهي لغة كالفتح الذي قرأ به الباقون .
روي أن بني المغيرة قالوا لبني عمرو بن عمير في القصة السابقةنحن اليوم أهل عسرة فأخرونا إلى أن تدرك التمرة فأبوا فنزلت الآية في قصتهم كالآيتين قبلها .
{ وأن تصدقوا خير لكم} أصل"تصدقوا "تتصدقوا قرأ عاصم بتخفيف الصاد بحذف إحدى التائين والباقون بتشديدها للإدغام .أي وتصدقكم على المعسر بوضع الدين عنه وإبرائه منه خير لكم من إنظاره فهو ندب إلى الصدقة والسماح للمدين المعسر لما فيه من التعاطف والتراحم بين الناس وبر بعضهم ببعض وذلك من أعظم أسباب هناء المعيشة وحسن حال الأمة .ولذلك نبه إلى العلم بذلك فقال:{ إن كنتم تعلمون} لأن من لا يعلم وجه الخيرية في شيء لا يعمله ومن علم عمل حتما ، أي إن كنتم تعلمون انه خير لكم عملتم به وعاملتم إخوانكم بالمسامحة .فعليكم بالعلم الذي يهديكم إلى خير العمل الذي يقرب بعضكم من بعض ويجعلكم متحابين متوادين .وقد استدل بعضهم بالآية على وجوب إنظار المعسر مطلقا وبعضهم على وجوب ذلك في دين الربا خاصة وقالوا إن هذا الواجب يفضله شيء مندوب وهو الإبراء والتصدق على المعسر فإنه ليس بواجب اتفاقا وقيل إن المراد بالتصدق هنا الإنظار كأنه يقول وهذا الإنظار الذي أمرتم به خير لكم وهو خلاف المتبادر .
/خ281