وقوله: ( و الذين كفروا و كذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) اسم موصول (الذين (في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الاسمية بعد صلة الموصول أي (أولئك أصحاب النار (.
والذين كفروا هم الجاحدون لجلال الله المنكرون لأنعمه ،وهم أصناف كثيرة من الظالمين الذين لا يرعون لله قدرا منهم المشركون والملحدون وأهل الكتاب وهم جميعا كافرون ،وذلك لجحدهم وتكذيبهم لآيات الله وهي آيات بينات تنطق بالصدق والإعجاز ولا يمسها شيء من شك لكن الظالمين فريق من البشر الجاحد المستكبر الذي لا يصيخ لنداء الحكمة والعقل ،فهؤلاء مكابرون لا يستمرئون غير التردد والفجور وغير التمرد المغتر اللجوج ،إن هؤلاء الناس هم (أصحاب النار هم فيها خالدون (فهم يجحدوهم ولجوجهم وتمردهم أجدر أن يكونوا أصحاب النار .وصاحب الشيء أو المكان هو الذي يظل مستديم الإقبال عليه والثواء إليه في صحبة مقترنة متشاذة لا تعرف الهجران أو المبارحة ،وهكذا يكون الكافرون المكذبون بآيات الله فهم أصحاب النار في ديمومة لا تنقطع ،وفي اصطلاء حارق لا يعرف الفتور لكي يذوقوا وبال أمرهم جزاء ما اجترحوه من تمرد على الله وفسوق عن أمره .