قوله: ( فألقى السحرة سجدا ) بعد ما طرح موسى عصاه فانقلبت حية هائلة وابتلعت كل حبالهم وعصيهم أذهلهم ذلك وغشيهم ما غشيهم من العجب والدهش لما رأوا من المعجزة الكبرى فخروا لله ساجدين غير مترددين ولا متوانين ( قالوا آمنا برب هارون وموسى ) لقد آمن السحرة إيمانا صادقا مخلصا ،لما رأوا من صدق المعجزة اليقينية المذهلة .وذلك هو ديدن الأسوياء من عباد الله ،أولي الفطر السليمة غير المعوجة ولا المعطوبة ولا السقيمة ؛فإنهم إذا عاينوا البراهين والدلائل بادروا في الحال ،إلى التصديق والإيمان .ولا يتردد أو يخاصم بعد ذلك إلا المبطلون من مرضى الفطرة والنفوس .