( فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ) الأسف: أشد الحزن .وأسف عليه ،أي غضب{[2983]} .
قوله: ( قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا ) ( وعدا ) منصوب على المصدر .وقيل: منصوب على أنه مفعول ثان للفعل ( يعدكم ){[2984]} .
والمعنى: أما وعدكم الله خير الدنيا والآخرة ؛إذ نصركم الله وأظهركم على عدوكم بإهلاكه في البحر غرقا ،ومنّ عليكم بأياديه الكثيرة في التيه ،من المن والسلوى والغمام وإنزال التوراة عليكم وما فيها من نور وحكمة ومما يصير بكم إلى الفوز بالجنة ( أفطال عليكم العهد ) الاستفهام للتوبيخ ؛أي أفنسيتم لطول العهد .والعهد هنا الزمان .والمراد مفارقته إياهم لدى ذهابه إلى الطور للمناجاة وتلقي التوراة ،أو طالت مدة انتظارهم لما وعدهم الله فنسوا .
قوله: ( أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم ) الغضب ،معناه السخط وإرادة الانتقام{[2985]} والمعنى: أم أردتم أن تفعلوا فعلا يكون سببا لنزول الغضب من الله بكم ( فأخلفتم موعدي ) فقد وعدوه أن يقيموا على طاعة الله حتى عودته من الميثاق وألا يفرطوا في غيابه لكنهم أخلفوه ما وعدوه باتخاذهم العجل .