قوله: ( فجعلهم جذاذا ) أي حطاما أو قطعا .من الجذ بالفتح وهو القطع{[3041]} .
هكذا فعل إبراهيم بالأصنام ؛إذ كسّرها بفأسه تكسيرا حتى صيرها حطاما باستثناء الصنم الكبير منها ؛فقد تركه ثم علق فأسه في عنقه- أي عنق الصنم .
قوله: ( لعلهم إليه يرجعون ) أي فعل إبراهيم ما فعله بأصنامهم ترجيا منه أن يرجعوا إلى الله بالتوبة والندامة والاستغفار ومجانبة الشرك والضلال ،أو يرجعوا إلى الصنم الكبير وقد علق إبراهيم الفأس في عنقه فيسألوه عمن فعل هذا بالأصنام فلا يجيبهم .وفي ذلك ما يحملهم على مراجعتهم أنفسهم أو تبكيتها ثم الإدراك بأن هذا الصنم أصم لا يعي ولا ينطق .وما الأصنام المكسرة إلا أحجار من الحجارة المصفوفة الخرساء ،فأجدر ألا تكون آلهة مربوبة ،مما ينبههم إلى أنهم غائرون في السفاهة والباطل ،فعسى أن يزدرجوا عن ظلمهم ويفيئوا إلى الحق بعبادة الله وحده .
وعندما رجع القوم من عيدهم وأقبلوا على أصنامهم فألفوها على حالها من التحطيم أسقط في أيديهم واستشاطوا غضبا ورغبة في الثأر والانتقام لما حل بآلهتهم المصطنعة من تكسير وتهشيم .