قوله تعالى:{الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ( 41 )} ( الذين ) ،صفة للذين أخرجوا من ديارهم بغير حق .وقيل: في موضع نصب على البدل من قوله: ( من ينصره ){[3128]} وهذا إخبار من الله تعالى ،بأنه إن مكّن لعباده المؤمنين في الأرض فجعل لهم الغلبة والسلطان ،لم يفرطوا في دينهم وما عليهم من واجبات مفروضة .بل إنهم ظلوا على طريق الله ومنهجه المستقيم فأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ،ونهوا عن المنكر .وهكذا يكون المؤمنون الصادقون الأوفياء ،المؤمنون المخلصون الأتقياء ،الذين لا تفتنهم الحياة الدنيا بزهرتها وزينتها ولا يغرهم بالله الغرور .فهم إن خوّلهم الله العزة والسلطنة والتمكين ؛فإنهم لا يذهلون عن دينهم ولا ينفتلون عن شريعة ربهم ليتيهوا في مباهج الدنيا وحطامها الزائل .بل إنهم لا يبرحون الإذعان لله وحده ،والانقياد لأحكامه وأوامره ،ودوام الانزجار عن مناهيه وزواجره ( ولله عاقبة الأمور ) إلى الله تؤول المصائر كلها فيجزي المؤمنين ثواب ما صنعوا{[3129]} .