وقوله: ( إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ) هذا تأكيد على الإقرار المطلق من عيسى عليه السلام بالعبودية لله ،أي أنه عبد من عباد الله ،وأن الله رب الأرباب ،وأنه صاحب الإلهية بغير نديد ،وأيما اختلاق متكلف من الكلام الزائف عن إلهية عيسى أو بُنوته لله لا جرم أنه محض ظلم وهراء ،بل إنه اعتداء صارخ ومريع على جلال الله في عليائه وملكوته .
إن التصور الصادع المطلق على أن المسيح عبد من عباد الله لهو حقيقة كونية كبرى .حقيقة تنطق بها الأذهان والمشاعر السليمة ،وتفيض بها طبائع الخلائق كافة ،بل يهتف بها الكون برمته من أقصاه إلى أقصاه ،وليس على البشرية بعد هذه الحقيقة الراسية البلجة إلا أن تستضيء بتعاليم النبوة فتمضي على الطريق المبين .طريق الله المستقيم ( فاعبدوه هذا صراط مستقيم ) .