وقوله:{ إن الله ربي وربكم فاعبدوه} إنّ مكسورة الهمزة لا محالة ،وهي واقعة موقع التعليل للأمر بالتقوى والطاعة كشأنها إذا وقعت لِمجرّد الاهتمام كقول بشار
بَكِّرا صَاحِبَيّ قَبْلَ الهَجير *** إنّ ذَاكَ النجَاحَ في التبْكِيرِ
ولذلك قال:{ ربي وربكم} فهو لكونه ربّهم حقيق بالتقوى ،ولكونه ربّ عيسى وأرسله تقتضي تقواه طاعةَ رسوله .
وقوله: فاعبدوه تفريع على الرُّبوبية ،فقد جعل قولَه إنّ الله ربي تعليلاً ثم أصلا للتفريع .
وقوله:{ هذا صراط مستقيم} الإشارة إلى ما قاله كلِّه أي أنّه الحق الواضح فشبهه بصراط مستقيم لا يضلّ سالكه ولا يتحير .