إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)
قال أبو جعفر:واختلفت القرأة في قراءة قوله:"إن الله ربي وربكم فاعبدوه ".
فقرأته عامة قرأة الأمصار:( إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ) بكسر "ألف ""إنّ"على ابتداء الخبر.
* * *
وقرأه بعضهم:( أَنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ )، بفتح "ألف ""أنّ"، بتأويل:&; 6-442 &; وجئتكم بآية من ربكم، أنّ الله ربي وربكم، على ردّ"أن "على "الآية "، والإبدال منها.
* * *
قال أبو جعفر:والصواب من القراءة عندنا ما عليه قرأة الأمصار، وذلك كسر ألف "إن "على الابتداء، لإجماع الحجة من القرأة على صحة ذلك. وما اجتمعت عليه فحجةٌ، وما انفرد به المنفرد عنها فرأيٌ. ولا يعترضُ بالرأي على الحجة.
* * *
وهذه الآية وإن كان ظاهرُها خبرًا، ففيه الحجة البالغة من الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم على الوفد الذين حاجُّوه من أهل نجران، بإخبار الله عزّ وجل عن أن عيسى كان بريئًا مما نسبه إليه مَن نسبه إلى غير الذي وصفَ به نفسه، من أنه لله عبدٌ كسائر عبيده من أهل الأرض، إلا ما كان الله جل ثناؤه خصَّه به من النبوة والحجج التي آتاه دليلا على صدقه - كما آتى سائرَ المرسلين غيره من الأعلام والأدلة على صدقهم - وحُجةً على نبوته. (55)
---------------------------
الهوامش:
(55) في المطبوعة:"والحجة على نبوتهم"، وأثبت ما في المخطوطة وهو الصواب. وقوله:"وحجة على نبوته"معطوف على قوله:"دليلا على صدقه"، والضمير لعيسى ، وما بين المعطوف والمعطوف عليه فصل.