ولقد قرر عيسى-عليه السلام-ان هذه المعجزات الباهرة لا تخرجه عن أنه عبد لله تعالى مخلوق له سبحانه ؛ولذا حكى الله تعالى عنه قوله:
{ إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم}أي ان الله تعالى خلقني وهو الذي يربني ويكلؤني ويحييني ،وهو أيضا الذي خلقكم وينميكم ويكلؤكم ويحييكم ،وإذا كان كذلك فحق علينا ان نعبده وحده ولا نشرك به أحدا سواه ،فإن العبادة تكون شكرا لهذه النعمة ،وقياما بحقها ،وصلاحا لمر الناس في هذه الدنيا .وعبادة الله وحده والاعتراف بربوبيته وألوهيته وحده هي الصراط أي الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ،اللهم أهدنا إلى سواء السبيل .