قوله:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أكثر الناس لا يعبأون بأمر الآخرة وما يصيرون إليه إذا سيقوا إلى ربهم للحساب ،وإنما يعلمون أمور الدنيا وما فيها من وجوه المعايش عن طريق التجارة والزراعة والصناعة وغير ذلك من وجوه الكسب وتحصيل الثروة والمال ،فهم في أمور الحياة الدنيا حاذقون بارعون أذكياء .وفي أمور الدين جاهلون ،وعن أمور الساعة خاملون غافلون ،وفي السعي لها بفعل الصالحات والطاعات مفرّطون .
قال ابن عباس عن قوله:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: يعني معايشهم متى يحصدون ؟ومتى يغرسون ؟وكيف يبنون ؟وقال الحسن البصري: والله ليبلغ من أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره فيخبرك بوزنه ،وما يُحسن أن يصلي .
قوله:{وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} أي هم في غفلة عن لقاء ربهم وعن العمل بما فيه مرضاة لله ومنجاة لهم يوم القيامة{[3592]} .