قوله تعالى:{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( 20 ) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} .
{صَدَّقَ} ،بالتشديد ،و{ظَنَّهُ} مفعول به{[3806]} أي حقق إبليس ظنه على سبأ ومبعث ظنه مشاهدته أبيهم آدم ؛إذْ أصغى إلى وسوسته ،فقاس الفرع وهم النسل والذرية على الأصل .أو قاس الولد على الولد .وقيل: أدرك إبليس ما رُكِّب في بني آدم من الشهوة والغضب وهما مبعث الشرور .
قوله:{فَاتَّبَعُوهُ إِلاّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} المراد بالمتبعين سبأ أو بنو آدم فقد اتبعوا إبليس فيما أمرهم به من الشرك والمعاصي ومجانبة الحق والصواب .واستثنى فريقا من عباده لم يتبعوا إبليس في إغوائه ،وهم المؤمنون .واستثناؤهم دليل قلتهم بالنسبة للكثرة الكاثرة من المشركين المكذبين .