قوله:{وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} هذا تكذيب لقول المشركين عن معبوداتهم من الملائكة والأصنام: هؤلاء شفعاؤنا عند الله ؛فإن شفاعة هؤلاء لا تنفع المشركين الذين عبدوهم ؛بل إنهم ليست لهم شفاعة البتة .فالنفي منسحب على الشفاعة ؛أي لا شفاعة لهم تنفع{إِلاّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} أي لا يجترئ أحد أن يشفع لأحد في شيء يوم القيامة إلا بعد إذنه له في الشفاعة أو إلا لشافع أذن اللهُ له أن يشفع .
قوله:{حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}{فُزِّعَ} من التفزيع أي إزالة الفزع ،و{حَتَّى} للغاية .وذلك لما فُهم من أن انتظارا للإذن وتوقعا وفزعا من الراجحين للشفاعة والشفعاء ،هل يؤذن لهم بالشفاعة أو لا يؤذن لهم بها .فهم في حالهم من طول التربص وشدة الفزع حتى إذا كُشف الفزعُ عن قلوبهم سأل بعضهم بعضا{مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} أي قال القول الحق وهو الإذن بالشفاعة لمن ارتضى من عباده .
وقيل: المراد بذلك ملائكة السماوات والأرض ؛إذ يسمعون التكلم من الله بالوحي ارتعدوا وأخذتهم رجفة من هول الهيبة وعظيم الجلال حتى يلحقهم مثل الغشي .
قوله:{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} الله ذو العلو والكبرياء وهو ذو الملكوت والجبروت وليس لأحد في هذا اليوم العصيب أن يتكلم أو يشفع لأحد إلا بإذنه سبحانه{[3809]} .