{ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو الغني الكبير} .
المفردات:
فزع عن قلوبهم : أزيل الخوف عن قلوبهم يقال فزع عنه ،مثل قولهم: قردت البعير إذا أزلت قراده والفزع انقباض ونفار يعتري الإنسان من الشيء المخيف .
التفسير:
كان الكفار يعتقدون أن الأصنام أو الملائكة أو غير ذلك من الآلهة المدعاة تشفع لهم عند الله يوم القيامة ،ويقولون:{ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ...} .( الزمر: 3 ) .
فبين القرآن أن الشفاعة لا تكون إلا لمن أذن له الله من نبي مرسل أو ملك مقرب وأن هول القيامة ،والخوف من الله يتملك الناس والخلق أجمعين وكذلك الخوف من عدم قبول الشفاعة ،فإذا ذهب الخوف ويتأمل الجميع في رضوان الله وسابغ رحمته سأل الأنبياء والمرسلون الملائكة المقربين ماذا قال ربكم ؟قالوا الحق: أي قالت الملائكة: قال الله تعالى الحق فهو سبحانه الحق وقوله الحق أي الحق الكلي الحق الأزلي الحق اللدني .
{وهو العلي الكبير}: صاحب الكبرياء والعظمة والملك والتصرف له وحده سبحانه .
من تفسير القرطبي: في صحيح الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قضى الله في السماء أمرا ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله: كأنها سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم ؟قالوا: الحق وهو العلي الكبير قال: والشياطين بعضهم فوق بعض "قال: حديث حسن صحيح .
أي لا تنفع الشفاعة إلا من الملائكة الذين هم اليوم فزعون مطيعون لله تعالى دون الجمادات والشياطين وقد أورد القرطبي كلاما كثيرا في تفسير الآية خلاصته ما يأتي: إنه إذا أذن للشفعاء في الشفاعة ،وورد عليهم كلام الله فزعوا لما يقترن بتلك الحال من الأمر الهائل والخوف أن يقع في تنفيذ ما أذن لهم فيه تقصير فإذا سرى عنهم قالوا للملائكة فوقهم وهم الذين يوردون عليهم بالوحي بالإذن:{ماذا قال ربكم}: أي ماذا أمر الله به{قالوا الحق}: وهو أنه أذن لكم في الشفاعة للمؤمنين وهو العلي الكبير فله أن يحكم في عباده بما يريد .
***