فزع عن قلوبهم: ذهب الخوف من قلوبهم .
ولا تنفع الشفاعة عند الله إلا لمن يأذَن له أن يشفع عنده ،فالشفاعة مرهونةٌ بإذن الله ،والله لا يأذن في الشفاعة في غير المؤمنين ،أما الذين جحدوا وأشركوا بالله فليسوا أهلاً لان يأذن بالشفاعة فيهم .
ثم بعد ذلك بيَّن المشهد الذي تقع فيه الشهادة ،فقال:{حتى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ الحق وَهُوَ العلي الكبير}: وهذا يوم القيامة ،إذ يقف الناس وينتظر الشفعاء والمشفوع فيهم أن يأذن الله بالشفاعة لمن ينالون هذا المقام ،حتى إذا ذهب الفزع عن قلوبهم قال بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم في الشفاعة ؟قالوا: قال الحق ،وهو الإذن بالشفاعة لمن ارتضى ،وهم المؤمنون .
{وَهُوَ العلي الكبير}: صاحب العلو والكبرياء ،يأذن ويمنع من يشاء كما يشاء .
قراءات:
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي:{لمن أُذن له} بضم الهمزة ،والباقون:{أَذن} بفتح الهمزة .وقرأ ابن عامر ويعقوب:{إذا فَزَع} بفتح الفاء والزاي ،والباقون:{إذا فُزع} بضم الفاء وكسر الزاي .