قوله تعالى:{وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ( 51 ) وَقَالُوا آَمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ( 52 ) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ( 53 ) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ} .
جواب لو محذوف ،وتقديره: لو تَرى لتعجبت .و{فَزِعُوا}: جملة فعلية في موضع جر بإضافة{إذْ} إليها .{وَأُخِذُوا} جملة فعلية أخرى معطوفة عليها{[3831]} وذلك وصف لحال البشرية يوم القيامة ؛إذ تحيط بهم الأهوال العظام وتحيق بهم النوازل الجسام فيغشاهم من الذعر المريع والرعب الفظيع ما يغشاهم .وفي هذا الحال من الخوف والكرب والإياس لا يجد الناس لهم أيُّما مفرٍّ أو ملاذ أو مهرب .وهو قوله سبحانه:{وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ} يعني لو ترى يا محمد حين يفزعُ هؤلاء الجاحدون المكذبون يوم القيامة ثم لا يجدون لهم ملاذا يَفرّون إليه فيوقنون حينئذ أنهم لا منجاة لهم من العذاب .
قوله:{وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} أخذهم الله من حيث كانوا ،سواء كانوا في قبورهم أو في أي مكان ،فهم من الله قريب لا يفوتونه ولا يُعجزونه .