قوله:{قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين} في إعراب أخي قولان .أحدهما: الرفع .وتقديره: لا أملك إلا نفسي .وأخي لا يملك إلا نفسه .ثانيهما: النصب ،لكونه معطوفا على نفسي فيكون التقدير لا أملك إلا نفسي ولا أملك إلا أخي .
لما رأى موسى منهم ما رآه من العناد والنكول وفساد الطبع والعزيمة قال قولته المؤثرة المثيرة على سبيل البث والحزن والشكوى إلى الله تعالى عسى الله أن يسبغ عليه وأخيه بشؤبوب من رحمته .وجملة قيله المتوسل المتضرع أنه ما عدا أحد يجيبني أي طاعتك وتنفيذ أمرك سواي وأخي هارون .ثم دعا ربه{فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين} أي افصل بيننا وبينهم بأن تحكم لنا بما نستحق وتحكم عليهم بما يستحقون .وهو في معنى الدعاء عليهم .والمراد بالفاسقين ،الخارجين عن طاعة الله والناكلين عن أمره .