« قال » أي موسى ،مناجياً ربّه أو بمسمع منهم ليوقفهم على عدم امتثالهم أمرَ ربّهم{ ربّ إنّي لا أملك إلاّ نفسي وأخي} ،يجوز أن يكون المعنى لا أقدر إلاّ على نفسي وأخي ،وإنّما لم يعُدّ الرجلين الذين قالا{ ادخلوا عليهم الباب} ،لأنّه خشي أن يستهويهما قومهما .والذي في كتب اليهود أنّ هارون كان قد توفّي قبل هذه الحادثة .ويجوز أن يريد بأخيه يوشَع بنَ نون لأنّه كان ملازِمَه في شؤونه ،وسمّاه الله فتاه في قوله:{ وإذ قال موسى لفتاه}[ الكهف: 60] الآية .وعطفه هنا على نفسه لأنّه كان محرّضاً للقوم على دخول القرية .
ومعنى{ افرق بيننا وبين القوم الفاسقين} أن لا تؤاخذنا بجرمهم ،لأنّه خشي أن يصيبهم عذاب في الدنيا فيهلك الجميع فطلب النّجاة ،ولا يصحّ أن يريد الفرق بينهم في الآخرة ؛لأنّه معلوم أنّ الله لا يؤاخذ البريء بذنب المجرم ،ولأنّ براءة موسى وأخيه من الرضا بما فعله قومهم أمر يعلمه الله ،ويجوز أن يراد بالفرق بينهم الحكم بينهم وإيقاف الضّالين على غلطهم .