وشعر موسى بالحرج ،فلم يعد لديه أيّة سلطة أو قوّة يمكن أن يمارسها على هؤلاء النّاس ،وكان يريد أن يُعذر إلى الله ليخرج من حدود المسؤوليّة ،على رضى من الله ومحبة ،فتوجه إلى الله ليعلن إليه ما يعلمه الله من ظروفه:{قَالَ رَبِّ إِنِّى لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وأَخي} ،ولا أملك أحداً من هؤلاء في ما يملكه القائد من أمر جنوده ،{فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ} ،الَّذين خرجوا عن طاعتك وتمردوا على رسولك .وجاءتهم العقوبة الّتي يستحقها الخائفون المهزومون الَّذين رفضوا الهدى ،فلا يستأهلون النصر إذا لم يعملوا له ،فكتب الله عليهم أن يظلوا في التيه أربعين سنة