وانطلق الصوت المهزوم يتكلم بلغة الهزيمة الّتي تحاول أن تعطي الكلمات صفة القرار الحاسم:{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَها أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ} تلك هي الكلمة الأخيرة الّتي لا تقبل نقاشاً .وامتد الصوت ليعلن الانفصال عن موسى ( ع ) ،فهم غير ملزمين بطاعته في القتال ،لأنَّهم يحبون الحياة أكثر مما يحبون المقدّسات .{فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ} أمَّا إذا كان موسى( ع ) يُحدِّثهم عن الله ،ويستعين به عليهم ،ويملأ قلوبهم بالشعور بقوّته ،فليذهب هو وربُّه فليقاتلا إذا كانا يريان القتال لازماً ،ويريان المعركة منتصرة ،فتلك هي مسؤوليتهما لخدمة الرسالة الّتي أرسلها الله وحملها موسى( ع ) ،أمّا هم ؛جنوده وأتباعه ،فلا مسؤوليّة لهم في ذلك كله ،فإنَّهم قاعدون منتظرون للنتائج الإيجابيّة أو السلبيّة .