قوله:{ثم لم تكن فتنتهم إلا قالوا والله ربنا ما كنا مشركين} الفتنة الاختبار والابتلاء .أي لما ابتليناهم بسؤالنا لهم عن شركائهم الذين اتخذوهم من دون الله ،ما كان جوابهم إلا قولهم{والله ربنا ما كنا مشركين} وذلك لما رأوا ما تفضل الله به على المؤمنين من تجاوز عن السيئات ومغفرة للذنوب والخطيئات ،خلافا للمشركين الذين لا ينالهم الله برحمة منه ومغفرة .فإذا رأوا ذلك أحاط بهم الذعر والاستيئاس ،فقالوا فيما بينهم: تعالوا نقسم لربنا على أننا كنا أهل ذنوب وما كنا مشركين .لكنهم أنى لهم أن يخفوا عن أنفسهم وصمة الشرك أو ينجوا من مصيرهم الرهيب المحتوم ؟وأنى لهم أن يستخفوا بأنفسهم عن الله علام الغيوب الذي أنطق فيهم الجلود والأبدان يوم القيامة ليشهدوا عليهم بشركهم وظلمهم وتكذيبهم للإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم .