ويتحداهم السؤال في ضغط الموقف عندما يواجهون عذاب الله ،فلا يجدون منفذاً للخلاص ،ولا مجالاً للهرب إلا بالإنكار ،{ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} إنه الموقف الصعب ،الذي يمثل فتنةً واختباراً لصلابة القاعدة التي يُخضِع لها الإنسان مواقفه ،فتبدو مجرّد رمادٍ اشتدّت به الريح في يوم عاصف ،فانهارت أمام ذلك كل القناعات التي كانوا يلتزمون بها في أوضاعهم الاستعراضية ،فبينما كانوا يتبجّحون بالشرك في دنياهم ،إذا بهم يهربون من مجرد نسبته إليهم في أخراهم ،وذلك بتأكيد النفي بالحلف بالله ربّهم ،كمظهر من مظاهر الضعف النفسي للمشركين أمام مواقف المواجهة الحاسمة .