قوله تعالى:{أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون} .
قوله:{أن لو نشاء} في موضع رفع فاعل للفعل{نهد} وهو من الهدي وهو البيان الذي بعث لهم هاديا مبينا مرشدا .ولولا لم يرشدوا ؛يعني ألم يتبين لهؤلاء المشركين الضالين الذين استخلفوا في الأرض بعد إهلاك من قلبهم فساروا سيرتهم في الضلال والفسق وصنعوا من المحرمات والمعاصي ما فعله أولئك الأسلاف{أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم} أي لو نشاء لفعلنا بهؤلاء الفاسقين العاتين عن أمر ربهم كما فعلناه بالذين سبقوهم من الهلاك والتدمير والختم على قلوبهم فلا يستطيعون بعد ذلك سماع موعظة ولا ذكر .
وذلك تهديد من الله يخوف به عباده الغافلين الساردين في الغي والضلالة ،والمنشغلين عن دينهم وعقيدتهم بالشهوات والاهتمامات الدنيوية المهنية .تهديد من الله بإحلال البلاء في الذين يخالفون عن أمره ويسيرون سيرة الظالمين الفاسقين .ولئن لم ينته الغافلون عن المخالفات والمعاصي فلسوف تجتاحهم البلايا والمحن على مر الأحوال والزمن .