{أَوَ لَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأرض مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ على قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} .
هذا تحذير للسامعين ،وخطابٌ لجميع الناس حتى يتّعظوا ويستقيموا .ومعناه: أغابَتْ عن الذين يخلْفونَ مَن قَبلهم من الأمم سُنّةُ الله فيمن قبلهم !!وإن شأننا فيهم كشأنِنا فيمن سبقوهم ،لو نشاء أن نعذّبهم أصبنْاهم كما أصبنْا أمثالَهم .
ولا يريد الله سبحانُه وتعالى للناس بهذا التحذير الشديد أن يعيشوا خائفين قلقين ،كلا ،بل يطلب منهم اليقظة ،ومراقبة النفس والعظة من تجارب البشر .
هكذا ينبغي أن نفهم ذلك التخويف الدائم من بأس الله الذي لا يُدفع ،ومن مكر الله الذي لا يُدرك .إنه لا يدعو إلى القلق وإنما إلى اليقظة ،ولا يؤدي إلى الفزع بل إلى الحساسية ،وهو لا يعطل الحياة وإنما يحرسها من الاستهتار والطغيان .