وقوله:{ولقد خلقناكم ثم صورناكم} والمراد بقوله:{وخلقناكم} آدم ؛فهو المخلوق .
وقوله:{صورناكم} أي ذرية آدم ،وحقيقة ذلك: أن آدم خلق من طين ثم صور وأكرم بالسجود .أما ذريته فقد صوروا في أرحام الأمهات بعد أن خلقوا فيها وفي أصرب الآباء .
قوله:{ثم قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين} أي لما صورنا آدم وجعلناه خلقا سويا ونفخنا فيه من روحنا ،أمرنا الملائكة بالسجود له ،ابتلاء واختبارا لهم بهذا الأمر كي يستنبن الطائع منهم من العاصي ،فسجدوا كلهم باستثناء إبليس فإنه لم يكن من الساجدين لآدم .على أن المراد بالسجود هو تعظيم آدم وليس نفس السجدة .وقيل: المراد نفس السجدة لكن المسجود له هو الله .وقيل: بل إن المسجود له هو آدم .