قوله:{فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصيبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} إذا أصاب آل فرعون الخصب والرخاء وكل وجوه النعمة والسعة ورأوا ما يحبون من أنعم الدنيا فرحوا وقالوا{لنا هذه} أي نحن أحق بهذه الخيرات والنعم .أو أننا أعطينا ذلك لأننا أهل له ونستحقه .
أما إن أصابهم البلاء من جدوب وقحوط وكروب وأسقام ؛فغنهم عندئذ يتطيرون بموسى ومن معه من المؤمنين .أي يتشاءمون بهم ؛إذ يقولون: ما أصابنا هذا البلاء والسوء إلا بسبب موسى والذين معه .والتطير بمعنى التشاؤم ،من الطيرة وهي ما يتشاءم به من الفأل الرديء{[1503]} .
قوله:{ألا إنما طائرهم عند الله} طائرهم ،أي أنصباؤهم وحظوظهم من الرخاء والخير والنعمة أو غير ذلك مما يخالفه ؛فهو كله بتقدير الله .فما يصيبهم من خير أو شر إنما هو بقضاء الله وحكمه ومشيئته وليس شؤم أحد أو يمنه .
قوله:{ولكن أكثركم لا تعلمون} أي يجهلون هذه الحقيقة ؛وهي أنه ما من خير أو سوء إلا هو بتقدير الله وحكمه ومشيئته ،فهم لجهلهم تطيروا بموسى والذين معه{[1504]} .