بالحسنة ،المراد هنا: الخصب والرخاء ،وبالسيئة: ما يسوؤهم من جدب أو مصيبة .
يطيّروا: يتشاءَموا ،لأن العرب كانت تتوقع الخير والشر من حركة الطير ،فإذا طار من جهة اليمين تيّمنت به ورجتْ الخير والبركة ،وإذا طار من الشِمال تشاءمت وتوقعت الشر ،وسموا الشؤم طيرا وطائرا والتشاؤم تطيراً .
كانوا إذا جاءهم الخِصب والرخاء قالوا: نحن المستحقون له لما لنا من الامتياز على الناس .وإن أصابهم ما يسوؤهم ،كجدب أو مصيبة في الأبدان والأرزاق ،قالوا: إنما أصابنا هذا الشر بشؤم موسى وقومه .لقد غفلوا عن ظلمهم لقومِ موسى كما غفلوا عن فجورهم فيما بينهم .ألا فلْيعلموا أن ما نزل بهم كان من عند الله ،وبسبب أعمالهم القبيحة ،لا نحساً رافقهم لسوء طالع موسى ومن معه .ولكن أكثرهم لا يعلمون حكمة الله في تصرفه مع خلقه .