قوله:{فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما أتاهما} المراد بذلك ذرية آدم ومن أشرك منهم بعده ؛فإنهم يدعون الله أن يرزقهم الولد الصالح فإذا رزقهما الله إياه جعلوه مشركا لله كما لو جعلوه يهوديا أو نصرانيا أو وثنيا ،أو أشركوا فيما آتاهم الله من الأولاد وذلك بتسميتهم منسوبين إلى الأصنام مثل: عبد العزى ،وعبد مناة ،وعبد شمس .وما أشبه ذلك بدلا من تسميته بعبد الله أو عبد الرحمن أو عبد القدر ونحو ذلك .ونستبعد أن يكون المراد من ذلك آدم وحواء وإنما المراد المشركون من ذريتهما .ولذلك قال:{فتعالى الله عما يشركون} ولم يقل: يشركان .وذلك تنزيه من الله نفسه وتعظيم منه لجلاله العظيم عما يخرصه المبطلون من اختلاق الأنداد والآلهة{[1601]} .