{فَلَمَّآ ءَاتَاهُمَا صَالِحاً} كما طلباه ،وعاشا في أجواء عاطفة الأبوّة والأمومة ،وشُغلا عن كل ما أعطياه من عهد وميثاق ،انطلقا إلى حياتهما العادية في مطامعها ولذائذها ونقاط ضعفها ...وكان في الساحة كثيرون ممّن يعطون لأنفسهم دور الآلهة ،وإن لم يطلبوا إعطاءهم الصفة بطريقةٍ رسمية ؛هؤلاء الذين قد يبتعد فكرهم عن وحي الله ،ويختلف حكمهم عن حكم الله ،وتبتعد شرائعهم عن شريعة الله ،أو مفاهيمهم عن مفاهيم الرسالة… في أجواء بعيدةٍ عن كل معاني الروحية النابضة بحب الله ،المتحركة في سبيل الحصول على رضاه… وكانوا يريدون من الناس أن يتّبعوا فكرهم ويتركوا وحي الله ،أو يخضعوا لحكمهم ويتمرّدوا على حكم الله ،أو يسيروا في خط شرائعهم بعيداً عن شريعة الله ،ويحصلوا على رضاهم ويهملوا رضا الله… فأقبلا من بين الناس على هؤلاء الشركاء وابتعدا عن الله ،{جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ آتاهُمَا فَتَعَلَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ،لأن كل هؤلاء مخلوقون له مملوكون له ،لا يملكون أي نوع من أنواع الإمكانات الذاتية ...